يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.
تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.
ما بين ادعاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الفضل يرجع إلى بلاده في وجود قناة السويس، والشكوك بشأن فبركة التسجيل المتداول للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ونظيره الليبي معمر القذافي باستخدام الذكاء الاصطناعي، مروراً بشروع الإدارة الأمريكية بتحريك دعوى قضائية دولية ضد قيادات النظام السوري السابق، وصولاً إلى نسب خبر مضلل عن وجود المتحدث باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" خارج فلسطين إلى قناة "الجزيرة"، تعددت المعلومات المضللة التي كانت موضع عمليات تحقق أجرتها منصات تدقيق معلومات عربية خلال الأسبوع.
ترامب وحفر قناة السويس
دققت منصة "متصدقش" المصرية المعنية بتدقيق المعلومات في دقة هذا الادعاء، كاشفة عن أن منشور ترامب يخالف الوقائع التاريخية بشأن حفر قناة السويس، التي تعود نواتها إلى عهد الفراعنة، وحفرت بأيد مصرية من دون إسهام أمريكي. كما رفضت أمريكا الاشتراك في اكتتاب قناة السويس، عقب إنشاء المهندس الفرنسي ديليسبس "الشركة العالمية"، وتخصيص عدد معين من الأسهم لكل دولة كبيرة.
دققت منصة "متصدقش" المصرية المعنية بتدقيق المعلومات في دقة هذا الادعاء، كاشفة عن أن منشور ترامب يخالف الوقائع التاريخية بشأن حفر قناة السويس، التي تعود نواتها إلى عهد الفراعنة، وحفرت بأيد مصرية من دون إسهام أمريكي. كما رفضت أمريكا الاشتراك في اكتتاب قناة السويس، عقب إنشاء المهندس الفرنسي ديليسبس "الشركة العالمية"، وتخصيص عدد معين من الأسهم لكل دولة كبيرة.
واستعادت مصر إدارة قناة السويس عقب إعلان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميمها في 26 تموز/يوليو 1956.
وبشأن عبد الناصر، انتشر خلال الأسبوع تسجيل اجتماع دار بينه وبين الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عام 1970، عن ضرورة الواقعية السياسية، وانتقاد دعوات الحشد الثوري.
أثار هذا المقطع جدلاً وصل إلى حد تشكيك الإعلامي المصري تامر أمين خلال تقديم حلقة من برنامجه "آخر النهار" في المقطع، متسائلاً عما إذا كان مولداً بالذكاء الاصطناعي.
كشف تحقق منصة "صحيح مصر" أن المقطع ليس مفبركاً باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ نشر على قناة "ناصر تي في" على اليوتيوب التي تديرها أسرة الرئيس الراحل.
وبحسب تصريحات هدى عبد الناصر، نجلة الرئيس عبد الناصر، فإن الأسرة تمتلك أرشيفاً كاملاً يشمل لقاءات مع الرؤساء والقادة العرب ووزراء حكومته، وخاصة اللقاءات التي أجريت في منزله بمنشية البكري. كما أكد عبد الحكيم عبد الناصر في تصريحات لصحيفة "الشروق" المصرية، أن اللقاء ليس مفبركاً، ومحضره موجود في مكتبة الإسكندرية.
حقيقة تصريح "أبو عبيدة" للجزيرة
انتشر على صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصميم نسب إلى قناة "الجزيرة" يتضمن تصريحاً للمتحدث باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" نصه: "أو عبيدة: نعم أنا خارج فلسطين ولكنني مع غزة بقلبي ومشاعري".
انتشر على صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصميم نسب إلى قناة "الجزيرة" يتضمن تصريحاً للمتحدث باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" نصه: "أو عبيدة: نعم أنا خارج فلسطين ولكنني مع غزة بقلبي ومشاعري".
دقق مرصد "تحقق" الفلسطيني في التصميم، وتبين له أن التصميم منتحل، فوفق نتائج الفحص الرقمي والفني، لا يتوافق التصميم المتداول مع الهوية البصرية الرسمية للقناة.
كما رصد فريق "تحقق" انتشار فيديو يزعم تعرض ترامب لاعتداء أثناء إلقائه خطاباً، على يد أحد الحاضرين الذي هتف "الله أكبر" وهو يوجه له الصفعات.
وعبر البحث العكسي، تبين أن الفيديو مفبرك، وتم التلاعب به بإضافة مؤثرات صوتية ومرئية.
وتعود حقيقة الواقعة إلى مؤتمر انتخابي عقده ترامب عام 2016 في مدينة فانداليا بولاية أوهايو الأمريكية، حيث حاول أحد المتظاهرين التقدم بإتجاه المنصة أثناء إلقاء ترامب كلمته، لكن عناصر من الخدمة السرية الأمريكية تدخلوا مانعين إياه من الوصول لترامب.
هل يتم عرض "سبايا" في إدلب؟
انتشرت على صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها إسرائيلية، صورة لمجموعة فتيات يرتدن ملابس بيضاء، مصحوبة بادعاء "هذه سورية… سبايا إيزيديات في ساحة الساعة بإدلب!!".
أجرت منصة "فارق" السورية المتخصصة في تدقيق المعلومات بحثاً عكسياً عن أصل الصورة، وتوصلت إلى أنها التقطت أثناء مظاهرة في مصر، ودخلت مجموعة فتيات أثناء المظاهرة طوعاً في قفص حديدي، للتعبير رمزياً عن تضامنهن مع ما سمي إعلامياً بمحاكمة "فتيات الإسكندرية".
واستمراراً للمعلومات المضللة التي تنشر عن القيادة السورية الجديدة، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للرئيس السوري الانتقالي أحمد شرع وهو يصافح شخصاً آخر، مرفقة بتعليق أنه "عين دوغان سليمان الذي عمل سابقاً كمصلح أحذية قائداً للفرقة 72 التابعة لوزارة الدفاع".
كشفت منصة "فارق" أن الصورة المتداولة والمرفقة مع الادعاء معدلة من أخرى نشرتها وكالة +964 العراقية، عام 2023، مرفقة بخبر عن صانع أحذية عراقي، يعمل في معمل صغير لإنتاج أحذية الجلد الطبيعي، بمنطقة الشورجة في العاصمة بغداد.
كما تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي قائمة بأسماء 74 من قيادات النظام السوري السابق، مع ادعاء أن الإدارة الأمريكية بصدد تحريك القضاء الدولي، وتجهيز مذكرات توقيف بحقهم.
أوضحت منصة "ترو بلاتفورم" السورية أن الخبر سبق تداوله في كانون الأول/ديسمبر 2024، ولا توجد أي أخبار رسمية تدعم صحته.
"سفارة الإمارات تعيد فتح أبوابها في الخرطوم"
تداولت حسابات زعماً أن سفارة الإمارات ستعيد فتح أبوابها في العاصمة السودانية الخرطوم في أيار/مايو 2025.
بينت منصة "بيم ريبورتس" السودانية زيف هذا الادعاء، إذ لم يرد في موقع وزارة الخارجية الإماراتية أو في حساب سفارتها في الخرطوم، أو عبر أي وسيلة إعلام إماراتية أو سودانية موثوق فيها.
وفي الشأن السوداني أيضاً، انتشر فيديو يظهر آليات عسكرية بوصفها متحرك "الصياد" التابع للجيش السوداني، غير أن "بيم ريبورتس" دققت في الفيديو، وأظهرت أن المقطع يخص قوات الجيش النيجيري، ولا صلة له بالجيش السوداني.