مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

طائرة البطوطي تعود للواجهة: الادعاءات المُضللة عن نجاة السيسي من الحادثة تعود للانتشار.. وصحيح مصر يفند تلك الأكاذيب

طائرة البطوطي تعود للواجهة: الادعاءات المُضللة عن نجاة السيسي من الحادثة تعود للانتشار.. وصحيح مصر يفند تلك الأكاذيب
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr
nan

الإدعاء

🔴 نشرت عدد من الحسابات على موقع X (تويتر سابقًا) تغريدات تدعي أن الرئيس السيسي كان الضابط الوحيد الناجي من حادث طائرة مصر للطيران عام 1999، والتي تحطمت وبداخلها عدد من ضباط الجيش المصري، وهم في طريقهم من الولايات المتحدة إلى مصر، مرجعين ذلك إلى ارتباط السيسي بالمخابرات الإسرائيلية، والتي طالبته بالتخلف عن الصعود للطائرة لينجو من الحادث المدبر. ◾ هذه لم تكن المرة الأولى التي يروج فيها لمثل هذا الادعاء، سبق وانتشر في أكثر مناسبة خلال السنوات الماضية منذ أحداث 30 يونيو 2013، في إطار الترويج لنظرية مؤامرة تستند إلى أن الرئيس السيسي هو عميل للمخابرات الإسرائيلية، زرعته ضمن صفوف الجيش المصري، وأوصلته لرئاسة مصر في العام 2014. ⚠️ في هذا التقرير يفند صحيح مصر هذا الادعاء، وماذا نعرف عن حادثة "البطوطي"؟ ومصير ضباط الجيش المصريين الذين تواجدوا على متن الطائرة؟

دحض الإدعاء

❓ ماذا نعرف عن حادثة "البطوطي"؟ ◾ في 31 أكتوبر 1999، تحطمت طائرة من طراز بوينغ 767، تابعة لشركة مصر للطيران، وسقطت في المحيط الأطلسي، خلال رحلة من نيويورك إلى القاهرة، مما أدى إلى وفاة 217 شخصًا، بينهم 33 ضابطًا بالجيش المصري. [1] ◾ وأقلعت رحلة مصر للطيران رقم 990 من مطار كينيدي الدولي بنيويورك في الساعة 1:19 صباحًا بالتوقيت المحلي الأمريكي، وبدأت هبوطها السريع في الساعة 1.50 صباحًا بينما كانت تحلق على ارتفاع 33 ألف قدم، قبل أن تسقط من ارتفاع حوالي 14 ألف قدم في 36 ثانية فقط في المحيط الأطلسي، قبالة جزيرة "نانتوكيت" في ولاية ماساتشوستس الأمريكية. ❓ من هم ضباط الجيش الذين كانوا على متن الطائرة؟ ◾ لم تعلن أي جهة رسمية في مصر أو الولايات المتحدة، أسماء ضباط الجيش المصري الذين كانوا على متن الطائرة. ◾ وبحسب البنتاجون، فإن 33 ضابطًا كانوا على متن طائرة مصر للطيران، من بينهم عميدين وعقيد ورائد وأربعة ضباط بالقوات الجوية، كانوا في الولايات المتحدة لأسباب مختلفة. [3] ◾ إذ حصل ثلاث مجموعات منفصلة من الضباط المصريين، تدريبًا على الاتصالات في كاليفورنيا وفلوريدا وماساتشوستس، بإجمالي 15 ضابطًا، فيما كان هناك مجموعة رابعة مكونة من ستة ضباط تحضر مؤتمرًا حول عقود الدفاع لإصلاح صواريخ شابارال، ووفقًا للبنتاجون. ◾ هذا بخلاف سبعة ضباط آخرين كانوا في زيارة إلى شركة مقاولات دفاعية بولاية ألاباما، لاختبار طائرتي هليكوبتر من طراز H-3. ◾ هذا بخلاف خمسة ضباط آخرين كانوا في زيارة للولايات المتحدة لأسباب شخصية. ❓ هل السيسي كان الناجي الوحيد في الحادثة؟ ◾ هذا ادعاء مُضلل، إذ بحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فإن الركاب الذين ينجو من الطائرة، ثلاثة أشخاص تخلفوا عن ركوب الطائرة، وليس من بينهم أي ضباط في الجيش المصري. [3] ◾ والضباط المصريون الذين كانوا على متن الطائرة، وعددهم 33 ضابطًا، ماتوا جميعًا، ولم ينج منهم أي واحد. ◾ وكان الثلاثة الناجين من الموت في تحطم الطائرة بعد تراجعهم عن استقلالها هم: - رجل الأعمال المصري أباظة السيد، وكان قد غير رأيه قبل يومين من انطلاق الرحلة بدعوى تمكنه من قضاء المزيد من الوقت مع ابنته وعائلتها في بروكلين. - والداعية الديني المصري محمد عبد المقصود، وكان قد أجل عودته إلى القاهرة حتى يتمكن من إلقاء محاضرة في نيوجيرسي، والتي تم إلغاؤها فيما بعد. - وسائحة تسمى أنجا الساستي، والتي عادت إلى وطنها مبكرًا قبل يومين من انطلاق الرحلة. ❓ من المتسبب في الحادث؟ ◾ في مارس 2002، أصدر المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي، تقريره النهائي حول الحادث، وحمل مساعد الطيار المصري جميل البطوطي مسؤولية سقوط الطائرة. [4] ◾ وقال التقرير، إن البطوطي أوقف المحركات ودفع الطيارة إلى السقوط وهو يردد عبارة "توكلت على الله"، في إشارة ضمنية إلى تعمده تحطيم الطائرة في مهمة انتحارية. ◾ وهو الاستنتاج الذي رفضه الجانب المصري، إذ أصدرت هيئة الطيران المدني المصرية، بيانًا نفت فيه إن "مسؤولية البطوطي عن تحطم الطائرة في عملية انتحارية"، وأكدت أن السبب هو عطل ميكانيكي في طائرة بوينج 767. ◾ بينما ذكر التقرير الأمريكي أنهم لم يعثروا على "أي دليل على وجود خلل في الطائرة من شأنه أن يتسبب أو يساهم في الحادث". لكن هيئة الطيران المصرية، قالت في بيان لها وقتها، إن التحقيق كان معيبًا منذ البداية، إذ "سارع محققو المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي إلى اتهام مساعد الطيار بالمسؤولية عن الحادث قبل انتشال حطام الطائرة من قاع المحيط". [5] ◾ وأضاف البيان أن: "أخطاء في ترجمة الكلمات الموجودة على مسجل الصوت في قمرة القيادة دفعت المجلس الوطني لسلامة إلى التركيز على تصرفات مساعد الطيار، وليس الأسباب الحقيقية للحادث، وهو العطل الفني في الطائرة". ◾ وبعدها، أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية توجيهًا طارئًا بعد هذه الحوادث يتطلب فحص جميع طائرات بوينج 767.