نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً على منصة فيسبوك، صورة مع ادعاء بنص مفاده (دون تصرّف): “الكلية العسكرية في الدنمارك تدرّس طلابها تضحيات الشهيد النقيب ‘حارث السوداني’ كنموذج في فنون الاستخبارات والتضحية”. وحصد الادعاء أكثر من 42 ألف تفاعل في منشور واحد فقط على منصة فيسبوك.
التحقيق:بعد إجراء بحث عكسي عن الصور عبر محرك بحث غوغل، تبين أن الصورة المتداولة مفبركة وتم وضع صورة الضابط حارث السوداني على الشاشة التي تظهر في القاعة، من خلال أحد برامج تعديل الصور، إذ أن الصورة الأصلية نشرت ضمن مجموعة صور لمحاضرة تدريبية حول حرب أوكرانيا، يوم 16 حزيران 2024، في حساب "EUROCORPS" على منصة إكس، وهو حساب أحد الفيالق العسكرية الداعمة للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ولا تحتوي الصورة على صورة السوداني.
والتقطت الصورة خلال محاضرة تدريبية للمهندسين، استعرضت فيها الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا، مثل كيفية التعامل مع الطائرات بدون طيار، والألغام، والفخاخ الروسية من بين مواضيع أخرى، ولم تتم الإشارة إلى أي ذكر للضابط السوداني في تلك المحاضرة، أو في أي حدث آخر.
وتحتوي الشاشة التي تظهر في الصورة، على جدول أعمال المحاضرة، والتي تضمنت شرحاً ميدانياً موجزاً، واستعراض المهمة، ونظرة على مواد التدريب، والدروس المستفادة ومحاور أخرى تضمنتها المحاضرة، إلّا أنها لم تتضمن حديثاً عن الضابط العراقي حارث السوداني بأي شكل من الأشكال كما يتم الادعاء.
العراقي الذي "صاد الدواعش":حارث عبد علي السوداني “صائد الدواعش“، هو ضابط عراقي نجح في اختراق صفوف تنظيم داعش الإرهابي لمدة 16 شهراً وتمرير معلومات وفيرة للاستخبارات العراقية، ساعدت في إحباط العديد من العمليات الإرهابية.
واختلق السوداني شخصية “أبو صهيب”، العاطل عن العمل في أحد أحياء بغداد، وبدأ مهمة اختراق صفوف التنظيم في مدينة الطارمية، ونجح في مهمته، حيث أثمرت جهوده عن إحباط العديد من العمليات الإرهابية والقضاء على قياديين بارزين في التنظيم.
وفي أوائل كانون الثاني 2017 كلّف التنظيم السوداني بمهمة كانت هي الأخيرة بسبب اكتشافهم له، واختفى بعدها تماماً، وحاولت وحدة الصقور العثور على جثته دون جدوى حتى غاية الآن. ولاحقاً في آب عام 2017 نشر التنظيم مقطع فيديو لإعدام أشخاص مغطاة أعينهم من دون ذكر أسمائهم، لكن اخ السوداني تعرف على شخص منهم على أنه حارث.
روابط التحقق: رابط1 #خليك_فاحص