تداولت حسابات وصفحات عبر فيسبوك وإكس، مؤخراً، مقطع فيديو لمفتي منطقة اعزاز بريف حلب الشمالي، محمود جابر أبو مالك، يصف فيه أبناء طائفة الموحدين الدروز، بأنهم "معروفون عبر التاريخ بأنهم غدارون"، وذلك في سياق المواجهات التي تشهدها محافظة السويداء بين فصائل محلية وبين مجموعات عشائرية إلى جانب الجيش وقوات الأمن الحكومية، منذ بداية الشهر الجاري.
أجرى فريق "ترو بلاتفورم" تحليلاً لمحتوى الفيديو وتوصل إلى ما يلي:
-أطلق جابر حكماً يتضمن تعميماً بحق مكون سوري بأكمله، ما يساهم في تنميطه، إضافة إلى التحريض في ظل تصعيد عسكري مستمر تشهده السويداء منذ نحو أسبوعين.
-يقول جابر مثلاً:"الدروز عبر التاريخ معروفون بأنهم غدارون، الكباريه عندهم مثل بيقول كول عند الدرزي ونام عند المسيحي يعني الدرزي غدار لا تنام عندو" وهذا أيضاً تنميط يساهم في التحريض في السياق المذكور أعلاه.
-يقول جابر "لذلك قال الرئيس السوري عام 45 أو 45 أحذروا الدروز أحذروا الجبلين، وكان يضربهم بالطائرات في الليل، وقد حذرنا منهم لذا يا أخوان لقد وقعنا في الفخ عندما دخلت قواتنا إلى السويداء فغدروا بهم وقاموا بمذبحة كبيرة"، وفيه استحضار لحوادث تاريخية تحتاج إلى التحقق، إضافة إلى مجريات راهنة جرت في السويداء، وحملت الأمم المتحدة مسؤولية وقوع انتهاكات ضد مدنيين لمختلف الأطراف فيها بما فيه الحكومة السورية.
-استناداً إلى شخصية جابر الاعتبارية لكونه رجل دين يفتي في شؤون الناس، وانتشار المقطع عبر فيسبوك، وبالنظر إلى ما شهدته السويداء من وقوع انتهاكات وجرائم بحق المدنيين، تتزايد احتمالية أن يتحول مثل هذا الخطاب المحرض إلى خطر يتهدد حياة وسلامة مزيد من المدنيين السوريين، وأن تقع جرائم بدوافع طائفية.
خلاصة:
-استناداً إلى ما تقدم يعد هذا المحتوى ضرباً من خطاب الكراهية الواجب تجريمه قانوناً.
-من المسؤولية إدانة هكذا خطاب من جانب مختلف الجهات السورية الرسمية، إضافة إلى الأطراف السياسية والثقافية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.