مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
نقلت وسائل إعلام سورية وتركية عن وكالة الأناضول، مؤخراً، خبراً، زعمت فيه أن الاستخبارات التركية، قتلت أيمن جولي، واصفة إياه بـالقيادي في حزب العمال الكردستاني.
وجاءت صيغة معظم الأخبار، وكأن الحادثة وقعت في سياق عمليات القصف التركي الذي جرى خلال الأيام القليلة الماضية على شمال شرقي سوريا.
وشكك نشطاء وصحفيون، في صحة الخبر المتداول، ذلك أن جولي، كان قد قتل في استهداف مسيرة تركية على طريق عامودا القامشلي، في 17 أيلولسبتمبر 2023.
تحرى فريق حقيقة الأمر، وأجرى بحثاً عبر محرك البحث غوغل، وعبر منصتي فيسبوك وإكس، وحلل مضمون الخبر المتداول فتوصل إلى مجموعة نتائج:
نقلت العديد من وسائل الإعلام السورية المعارضة والمحلية في شمال شرقي سوريا، خبر مقتل جولي، خلال شهر أيلولسبتمبر 2023.
أسندت وكالة الأناضول الوكالة الرسمية في تركيا، ادعاءها إلى ما وصفته بـمصادر أمنية تركية، وقالت إنها ذكرت الخميس، أن الاستخبارات التركية توصلت إلى أن المدعو جولي يتزعم أحد المراكز القيادية الرفيعة داخل التنظيم في سوريا.
نقلت الوكالة عن مصادرها أن الاستخبارات التركية نفذت عملية ناجحة في مدينة القامشلي وحيدت الإرهابي، بعد تعقب تحركاته من خلال المعلومات الاستخباراتية الآنية، إلا أنها لم تذكر أو توضح تاريخ حادثة الاستهداف.
ـ إن عدم توضيح وكالة الأناضول، لزمن وقوع الاستهداف، يعد خطأً تحريرياً فادحاً، ما لم يكن متعمداً.
إن تأخر الاستخبارات التركية، لأكثر من ثلاثة أشهر، في الكشف عن حادثة اغتيال قيادي كان يتزعم أحد المراكز القيادية الرفيعة داخل التنظيم في سوريا، ومن ثم الإدلاء بتصريح لوكالة الأناضول حول الحادثة عقب حملة القصف الأخيرة، دون توضيح توقيت وقوع الحادثة، يرجح تعمدها التضليل، ولكنه لا يعفي وكالة الأناضول من المسؤولية.
أظهر البحث أن العديد من وسائل الإعلام السورية المعارضة التي نقلت عن الأناضول خبر مقتل جولي الأخير، كانت قد نشرت خبر مقتله في شهر أيلولسبتمبر الماضي أيضاً.
لم تشر جميع وسائل الإعلام السورية، المعارضة، التي نقلت عن الأناضول، إلى عدم وضوح تاريخ الاستهداف في خبر الأناضول، وصاغت خبرها، وكأن الاستهداف جرى في سياق القصف الذي جرى خلال الأيام القليلة الماضية على شمال شرقي سوريا، ما ساهم في انتشار الخبر المضلل.
تداولت صفحات وحسابات وهمية على موقع فيسبوك، مؤخراً، منشورات تتهم الصحفي إيفان حسيب، بالعمالة وتقديم معلومات وإحداثيات مواقع للجيش التركي.
وفي حين اتهمه البعض بالعمالة صراحة، زعم آخرون أنه يغطي على ما يجري من قصف تركي على شمال شرقي سوريا، بينما عمدت مجموعة ثالثة إلى توجيه الشتائم له والحط من كرامته، بهدف التشهير بالصحفي والتحريض ضده.
وكان الصحفي قد نشر على صفحته في موقع فيسبوك، منشوراً قال فيه: بعد جولة في الاحياء الشرقية عنترية السويس بقامشلو اتضح ان أعمدة الدخان الاسود المتصاعدة من المدينة الآن هي نتيجة اشعال اطارات للتشويش على الطائرات المسيرة التركية، التي قصفت عدة مواقع في المدينة مساء اليوم.
من الواضح أن منشور الصحفي لا ينفي قصف الطائرات التركية للمنطقة، كما أنه نشر لاحقاً مقابلات لأصحاب منشآت مدنية استهدفها القصف.
تتبع فريق الحسابات والصفحات التي استهدفت حسيب وحلل محتواها فتوصل إلى مجموعة نتائج:
شاركت غالبية هذه الحسابات والصفحات أكثرها وهمية في نشر أخبار مضللة، في أوقات سابقة.
شاركت غالبية هذه الحسابات والصفحات أكثرها وهمية في التحريض ضد صحفيين أو معارضين للإدارة الذاتية، في أوقات سابقة.
ساهمت ثلاث حسابات وهمية، في نشر محتوى مسيئ للصحفي في مجموعات خاصة وعامة على موقع فيسبوك، لأكثر من 165 مرة.
ـ إن تشابه مضمون غالبية المنشورات المسيئة والمحرضة، وتزامن نشرها من جانب حسابات وهمية في مجموعات خاصة وعامة، يشير إلى وجود حملة ممنهجة ضد الصحفي.
وبالنظر إلى:
وجود نية متعمدة لدى هذه الحسابات والصفحات، للتحريض ضد الصحفي.
صدور التحريض من جانب حسابات وصفحات يتابع بعضها عشرات الآلاف، وانتشار هذه المنشورات على نطاق واسع.
توفر سياق عام، يمكن أن يولد تحريضاً على العنف ضد الصحفي، خصوصاً أنه تعرض لحملات تشهير سابقة.
استخدام لغة مثيرة، قد تساهم في تأليب الجمهور المستهدف ضده.
توفر إمكانية أن يترجم كل ما سبق، إلى تهديدات ومخاطر حقيقية على سلامة وحياة الصحفي.
تبعاً لذلك، تنطوي الحملة ضد الصحفي إيفان حسيب على تحريض على العنف، ما يعد ضرباً من خطاب الكراهية، وفقاً للمعايير التي تتبناها . .
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ مساء الخميس، صورتين تظهران شخصيات من المسلسل السوري الشهير، باب الحارة، وزعمت أنها تسرييات من النسخة الجديدة للمسلسل، والتي يتوقع عرضها العام القادم.
وتُظهر الصورتين، شخصيات، فريال وأم بشير ولطفية، وهن يرتدين ثياباً، تجمع بين زيّ نسائي تقليدي، وتناير قصيرة، لا تتوافق مع الزيّ الدارج في فترة مبكرة من تاريخ سوريا، حيث تجري أحداث المسلسل.
وأرفقت غالبية الحسابات والصفحات مع الصورتين، منشورات ساخرة، فيما لم توحِ صفحات وحسابات أخرى إلى شيء من هذا القبيل، كما تداولت حسابات إحدى الصورتين، ضمن مقاطع فيديو قصيرةريلز مع موسيقى مرافقة.
تحرى فريق بإجراء بحث عكسي عن الجزأين العلويين للصورتين، وتتبع أيضاً اللوغو الظاهر على الصورتين، فكانت النتائج كالتالي:
الصورة التي تجمع شخصيتي فريال وأم بشير، تم تعديلها بإضافة جزء سفلي، فيما يتطابق جزؤها العلوي مع لقطة متوسطة الدقيقة 02:10، من مقطع قصير من الجزء الثالث من المسلسل، نشره الحساب الرسمي للفنانة وفاء موصلي على منصة يوتويب، تحت عنوان باب الحارة ـ رجعة لطفية عالبيت حردانة وخناقة فريال مع شهيرة خانم.
الصورة التي تظهر فيها شخصية لطفية، معدلة أيضاً في جزئها السفلي، ويتطابق جزؤها العلوي مع لقطة متوسطة 11:18 من مقطع منشور في العام 2020، على حساب شركة عاج للإنتاج الفني، المنتجة للمسلسل.
يعود اللوغو الظاهر في الصورتين، إلى صفحة لونغاس – التي تحظى بنحو 185 ألفاً بين متابعين وتسجيلات الإعجاب، وقد تمت مشاركة الصورة الأولى لأكثر من 630 مرة، ويرجح أن هذه الصفحة هي مصدر الصورتين المعدلتين.
نشرت الصفحة الصورتين من باب الفكاهة، لكن تم التدوال في صفحات وحسابات أخرى على أنهما حقيقيتان وقد سربتا.
تداولت حسابات شخصية وصفحات عامة على فيسبوك، وعلى مجموعات في تطبيق واتسآب، صورة مرفقة مع خبر عن هجمات إسرائيلية على مواقع للجيش السوري بمحافظة القنيطرة، لكن البحث أظهر أن الصورة لمدينة غزة الفلسطينية.
ونسبت هذه الحسابات الخبر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلا أن البحث أظهر أن المرصد استخدم صورة مغايرة، للصورة التي تم تداولها.
أجرى فريق ، بحثاً عكسياً عن الصورة المقصودة بالاعتماد على خدمة البحث العكسي في محركي غوغل ويانديكس، فتوصل إلى النتائج التالية:
الصورة تعود لقصف إسرائيلي على مدينة غزة الفلسطينية، ولا علاقة لها بسوريا.
من جملة النتائج التي أظهرها البحث العكسي عن الصورة عبر غوغل، أن موقع دويتشه فيلله الألماني نشر الصورة في 7 آبأغسطس 2022، مع خبر حمل عنوان دخول الهدنة بين إسرائيل وحركة الجهاد الفلسطينية حيز التنفيذ.
جرى تعديل الصورة، بحيث تم تصغيرها، واخفاء أجزاء منها، بما فيها الجزء الذي يدل على مصدرها واسم المصور.
الصورة تعود لمراسل وكالة آسوشيتد برس في غزة حاتم موسى.
ـ استخدمت وسائل إعلام ومواقع عربية الصورة لتغطية الأحداث الأخيرة الجارية في قطاع غزة دون الإشارة إلى أنها تعود للعام الفائت.
ـ أظهر البحث العكسي عن الصورة بواسطة محرك البحث يانديكس أن وسائل إعلام عربية استخدمتها كصورة مصغرة لمقابلة نشرتها على حسابها في يوتويب،
مطلع العام الحالي، وذلك للإشارة إلى أنها تعود لقصف إسرائيلي على دمشق.
نشرت وكالة أنباء هاوار ، النشطة في شمال وشرقي سوريا، مؤخراً، خبراً تحت عنوان، صحف عربية: إعلان العقد الاجتماعي الجديد هو إعلان أمل للحل في سوريا، إلا أن البحث أظهر أن العنوان مضلل.
وجاء في الفقرة الأولى من متن الخبر أن: صحيفة العرب اللندنية أشارت إلى أن العقد الاجتماعي الجديد يفسح المجال لإعادة هيكلة الإدارة الذاتية، فيما أوضحت صحيفة العرب الجديد أن إعلان هذا العقد هو إعلان أمل للحل في سوريا.
تحرى فريق حقيقة الادعاء، بإجراء بحث عبر محرك البحث غوغل، فلم يدعم البحث تبني أي صحيفة عربية ما كتبته وكالة هاوار في عنوانها.
وأظهرت النتائج أيضاً، أن موقع صحيفة العربي الجديد، نقل على لسان، سيهانوك ديبو، أحد أعضاء اللجنة المصغرة التي كتبت العقد الجديد، أن إعلان هذا العقد هو بمثابة إعلان أمل للحل في سوريا.
ومن الواضح أن صحيفة العربي الجديد التي نقلت عنها وكالة هاوار كانت قد اقتبست الجملة من كلام القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي في إطار النقل وليس تبني رأيه.
في النتيجة:
الادعاء بأن صحف عربية قالت إن العقد الاجتماعي الجديد هو إعلان أمل للحل في سوريا، ادعاء مضلل.
تداولت حسابات شخصية، وصفحات عامة على موقع فيسبوك، مؤخراً، تصريحاً على لسان مسؤول أمريكي، مجهول الهوية، جاء فيه أن واشنطن قد تزود قوات سوريا الديمقراطية بأنظمة دفاع جوي، في حال استمرت المجموعات المرتبطة بالنظام السوري في دير الزور بـزعزعة أمن قوات بلاده.
وجاء التصريح المزعوم على شكل صورةبوستر مذيل برابطٍ ..، وكأنه مصدر الادعاء.
تحرى فريق الحقيقة، عبر محرك البحث غوغل، والعودة إلى عدد من الحسابات والمواقع الإعلامية المقربة من قوات سوريا الديمقراطية وإلى الرابط المدرج في الصورة وتوصل إلى النتائج التالية:
لا يدعم البحث عبر غوغل صحة التصريح المزعوم.
لم تنشر أي حسابات رسمية، أو وسائل إعلام أو مواقع مقربة من قوات سوريا الديمقراطية أو الإدارة الذاتية أخباراً أو تصريحات مماثلة.
أظهر البحث وتتبع العديد من الصفحات التي تداولت الخبرالصورة المزعومة، أنها صفحات وهمية تنشر أخباراً مضللة بشكل مستمر.
سبق للعديد من الحسابات والصفحات العامة، التي تداولت التصريح المزعوم، أن نشرت أخباراً مضللة.
أظهر البحث أن الرابط المدرج كمصدر للتصريح المزعوم، يعود لموقع سياحي أمريكي، يعرف نفسه كبوابة تهدف لإنشاء دليل يفيد زوار الولايات المتحدة الأمريكية.