مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صورة على أنها أعمدة كهرباء في العراق كُتب عنها نصًا التالي: عمي شبيه الكهرباء اكو احسن من هيج تطور الشركات اليابانية والألمانية متعجبه بهل الشغل، بالإضافة إلى تعليقات أخرى.
الحقيقة:
الصورة مضللة، لأنها تعود لإقليم السند في باكستان وليس العراق، فضلا عن كونها قديمة نشرت منذ سنوات.
خلال البحث عن صحة الصورة تبين أنها نشرت في عام 2021 عبر حسابات على تطبيق تويتر والموقع يشير إلى إقليم السند في باكستان.1
كما نشرت من قبل رجل سياسي في الهند يدعى ماهيش سافاني وادعى بأنها في ولاية غوجارات بالهند،2 وأيضًا نشرت عام 2023 على أنها في ليلونغوي عاصمة ملاوي.3
يتزامن نشر الصورة مع تردي خدمات الكهرباء في البلاد إذ حدث انقطاع تام للتيار الكهربائي في عموم العراق بسبب تخريب الخط الناقل صلاح الدين الحرارية حديثة وأخرجه عن الخدمة، كما اندلع حريق بمحطة البكر التحويلية في البصرة ما تسبب بانفصال ارتباطات خطوط المنطقة الجنوبية وتعرض المنظومة للانطفاء التام.4
قال الإعلامي أحمد ملال طلال، مقدم برنامج مع ملا طلال على قناة في معرض التعليق على حادثة اعتداء سيدتين على ضابط في المرور: الولد الضابط الرائد شال إيده على المرأة؟ ما شال إيده على المرأة، ماكو هيج نسوان عمي.
التصريح مضلل، فمن خلال مراجعة فيديو الاعتداء على ضابط مرور برتبة رائد بمنطقة الحارثية في بغداد، يظهر أن الضابط حاول الدفاع عن نفسه وقام بضرب المرأة وسحبها من شعرها، لكن بعض المنتسبين تدخلوا وفصلوا بينهم، بحسب ما يظهر في الفيديو.
انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوم الجمعة 28 تموز يوليو 2023، يظهر سيدتين يتهجمن على ضابط مرور برتبة رائد في منطقة الحارثية في بغداد.
وبحسب الفيديو فإن إحداهن قامت بضرب الضابط بالحذاء وسبه وشتمه بحسب ما أظهرت كاميرات المراقبة قرب مكان الحادث 1، وبعد إبعاد الضابط إلى كرفان، يظهر تصوير آخر أن المرأة لحقت الضابط وقامت بسبه وشتمه ومحاولة ضربه مرة أخرى، ليرد الضابط بمحاولة ضربها وسحبها من شعرها، لكن بعض المنتسبين تدخلوا وفصلوا بينهما. 2، أي أن ضابط المرور لم يكن مكتوف الأيدي عندما تعرض للاعتداء.
بعد ساعات على الحادثة، سربت مديرية مرور الكرخ وثيقة أثارت جدلًا على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر تفاصيل الحادثة، وتضمنت إشارة إلى تدخل النائب عن دولة القانون والناطق باسم كتلتها في البرلمان بهاء النوري، إذ تقول الوثيقة: عند حضور دورية النجدة لأخذ السائقة المخالفة ومن معها إلى مركز الشرطة، حضر شخص يستقل عجلة نوع لاندكروز بيضاء اللون مضللة تحمل اللوحة 82991 ب حكومية، ادعى صاحبها أنه النائب بهاء النوري، وأن النوري قام بإركاب النساء بعجلته ومنع دورية النجدة من استصحابها، وبعد جهد جهيد توجهوا بالنساء بعجلة النائب وبصحبة ضابط دوريات النجدة إلى معاونيه شرطة الصالحية وتسجيل دعوى أصولية بالحادث علماً أن المركبة المخالفة محجوزة ضمن ساحة الحجز.3
ظهور اسم النوري في تفاصيل القضية ساهم بتوسع الموضوع، مما دعا وزارة الداخلية إلى إصدار أول بيان رسمي حول القضية، نفت فيه التوصل إلى تسوية، وأن الإجراءات القانونية مستمرة بحق السيدتين.4، فيما أعلنت الوزارة في وقت لاحق عن إصدار القضاء العراقي مذكرتي قبض بحق المعتديتين اللتين قامتا بضرب ضابط المرور في منطقة الحارثية ببغداد.5
شكلت القضية إحراجًا لائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس مجلس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الذي يستعد لخوض انتخابات مجالس المحافظات، ما دعاه إلى إصدار أول موقف رسمي حول ورود اسم النائب بهاء النوري في قضية السيدتين.
وأكد الائتلاف في بيان، له أنه سيحقق في تدخل نائبه لمنع اعتقال السيدتين، قبل أن يقرر فصل النوري بعد 3 أيام على البيان الأول. وجاء في بيان الائتلاف أن كتلة دولة القانون النيابية قررت فصل النائب بهاء النوري وإبعاده من صفوفها على خلفية الحادث الأخير الذي حصل مع ضباط من شرطة المرور. 6
وفي أول تعليق على فصله من ائتلاف دولة القانون، قال النائب بهاء النوري إن دولة القانون اتخذوا قرار فصلي من الائتلاف دون الاستماع أو الجلوس معي، كان قراراً متسرعاً نتيجة الضغط والتسقيط، فأنا لم أظهر بالفيديو ولايوجد أي ربط حقيقي بيني وبين الحادثة.
وبرر حضوره بـمسألة إنسانية وأي نائب يسويها، حيث تم الاتصال بيه من صديق مقرب للاستنجاد فذهبت إلى هناك فوجدت الحادث منتهي، وأخذت السيدتين وضابط المرور إلى مركز الشرطة وتم التراضي بينهم. 7
إلا أن وثائق تداولتها صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت قيام النائب بهاء النوري بالتوقيع في مركز الشرطة وإخراج السيدتين من مركز الشرطة. 8
وعلى خلفية الاعتداء استقبل وزير الداخلية عبدالأمير الشمري مفرزة المرور التي تم الاعتداء عليها مع الضابط الذي يتعرض للضرب، ووجه الوزير بتكريم المفرزة ماديًا ومعنويًا، فيما أكد أن القوات الامنية تحت رعاية ومتابعة القائد العام للقوات المسلحة. 9