مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت صفحات وحسابات شخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في التاسع من حزيرانيوليو الجاري، منشورات ذات طابع عدائي، استهدفت الصحفي جمعة عكاش، مراسل قناة العربية في شمال شرقي سوريا. ونشر حساب وهمي باسم  ثلاث منشورات متتالية ضد عكاش ورد في أولها باللهجة المحكية: جمعة عكاش وجميع المتسلقين عم يشتغلو بروچافا بحرية بجهود وتضحيات قنديل. وجاء في المنشور الثاني، عبارة تقول: قيادي في جوانيين شورشكرحركة الشبيبة الثورية: ما نشره جمعة عكاش على صفحته يسيئ إلى ثورة روچافا وإلى د.ماء الشهداء. وجاء في المنشور الثالث: أعتقد جمعة عكاش يريد أن يستغني عن أحد أذنيه 👂 وعقب ذلك، تداولت حسابات شخصية داعمة للإدارة الذاتية، منشورات مماثلة، أرفق بعضها صورة لمنشورٍ كان الصحفي قد نشره على حسابه الشخصي في فيسبوك، في إشارة واضحة إلى المضمون الذي تسبب باستهدافه. وتبين أن بعض الحسابات أرفقت مع المنشور التهديدي، بوستراً تظهر فيه صورة شخص ملثم يحمل ورقة، بينما تندمج صورته مع صورة باهتة لمنشور الصحفي، مع وجود شعار لحركة الشبيبة الثورية يسار البوستر، وأسفلها عبارة تقول: قيادي في جوانين شورشكر: ما نشره جمعة عكاش على صفحته يسيئ إلى ثورة روچ افا وإلى د.ماء الشهداء. ولم تشر جميع الحسابات التي تداولت المنشور المذكور آنفاً، إلى هوية القيادي في حركة الشبيبة الثورية الذي اعتبر رأي الصحفي إساءة لـثورة روجآفا ودماء الشهداء. وكان الصحفي جمعة عكاش قد قال في منشور تحقق منه فرق ما يلي: غداً سيعقد حزب ب د ك س مؤتمره في هولير العاصمة، سيأتيهم البيان الختامي وأسماء القيادة من المصيف، بعد فترة سيعقد حزب ب ي د مؤتمره وأتمنى أن يعقده في آمد العاصمة طالما يأتيهم بيانهم الختامي من قنديل، سيحضر المؤتمرين الاثنين أكراد سوريون يعملون لأجندات المصيف وقنديل تحت مظلة تمثيل الأكراد السوريين، كل ما أتمناه أن يعقد الأكراد  السوريون يوماً ما مؤتمرا خاصا بهم في قامشلو العاصمة وأن يأتيهم بيانهم الختامي واسماء قياداتهم من عامودا بافي بحمد. ويعد حزب الاتحاد الديمقراطي ، عرَاب مشروع الإدارة الذاتية، حيث يتبنى أفكار وأدبيات حزب العمال الكردستاني، بينما يعد الحزب الديمقراطي الكردستانيسوريا، أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي في سوريا، والحليف الأساسي للحزب الديمقراطي الكردستاني العراق، ويتبنى أفكاره وأدبياته. وحركة الشبيبة الثورية، من التنظيمات الشبابية الموالية لحزب الاتحاد الديمقراطي، وتشير تقارير حقوقية إلى مشاركة هذا التنظيم في عمليات تجنيد قاصرات في مناطق شمال شرقي سوريا، إضافة إلى الاعتداء على صحفيين و معارضين للإدارة الذاتية، خلال السنوات الماضية. في النتيجة: تحمل المنشورات التي تداولتها صفحات وهمية، وحسابات شخصية، داعمة للإدارة الذاتية، طابعاً عدائياً يحرض على العنف ضد الصحفي جمعة عكاش. لا يحمل منشور الصحفي، جمعة عكاش أي إساءة إلى أطراف سياسية ذكرها في منشوره، كما لا يخرج عن إطار حقه المشروع في التعبير عن الرأي، الأمر الذي يقره قانون الإعلام في الإدارة الذاتية بشكل واضح الجملة الأولى من المقدمة، وفي البند الثاني من المادة الثانية، إضافة إلى البند الثاني من المادة العاشرة. يمكن تصنيف مضمون المنشورات التي استهدفت عكاش، تحت بند خطاب الكراهية، وفق معايير ، لأنها تحرض على العنف علانية، وهو ما يحظره قانون الإعلام البند الثالث من المادة الثانية. وثق فريق مجموعة من الصفحات والحسابات الشخصية التي تولت التحريض علانية ضد الصحفي، بحيث لا تظهر شفافية الصفحة، ولا معلومات الاتصال لديها، أي معلومات عن صاحبها، إضافة إلى استخدامها صوراً شخصية، قد لا تعود لأصحابها الحقيقيين.  
أطلقت الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية في السادس من حزيرانيوليو الجاري، تصريحات، وصفت بـالعنصرية، دعت فيها إلى إعادة اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلادهم بـالقوة. جاء ذلك، خلال مشاركتها في برنامج لمنصة صوت بيروت انترناشونال اللبنانية، التي تبث برامجها عبر شبكة الانترنت. وشددت الأحمدية في معرض حديثها عن قضية اختيار رئيس جديد للبنان، على ضرورة توصيف السوريين في لبنان بالنازحين وعدم استخدام توصيف اللاجئين. وأضافت في تصريحاتها: النازحين السوريين في لبنان، ليسوا معارضين ولكنهم جاؤوا للتنزهالكزدره، معتبرة أنهم يحصلون على الكهرباء والمياه مجاناً، كما أن الطرقات لهم والأرض والسماء. وتطرقت الإعلامية إلى حادثة، قالت إنها جرت بينها وبين عامل سوري في متجر للحلويات، لم يستطع فيها السوري التعرف على أحد أنواع الحلويات التي طلبتها الأحمدية، مستخدمة لغة لم تخلو من الازدراء. وادعت الأحمدية بأن السوريين يحملون ذهنية، ترى أن لبنان محافظة سورية، وأن حزب البعث والمناهج التربوية، هي من تعلمهم ذلك. وأطلقت الأحمدية جملة من الادعاءات خلال المقابلة، قالت فيها إن تنظيم الدولة الإسلامية داعش وليد الجيش الحر المعارض، كما رفصت اعتبار ما شهدته العديد من البلدان العربية بعد عام 2011  بأنها انتفاضات. وأبدت الإعلامية معارضتها للديمقراطية، وطالبت أن تحكم هذه الشعوب بالقوة، وتعليمها بعد ذلك الفرق بين الحرية والديمقراطية. وأبدت الأحمدية إعجابها بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، معتبرة أن لا وجود لوثائق تثبت استخدامه للسلاح الكيمائي ضد الأكراد العراقيين، أو وجود ما يثبت استخدام النظام السوري للسلاح الكيمائي في سوريا. وتعليقاً على سؤال، هل النازح السوري مخيف وخائف؟، قالت الأحمدية بالتأكيد إنه خائف من مغادرة باريس الشرق، والعودة إلى سوريا، لأنه لم يكن مصدقاً لوجوده في لبنان، وجلوسه إلى جانب لبنانيين، لقد تعلموا أن يقولوا بونجور، بعدما باتت كلمة صباح الخير لا تعجبهم. وأضافت الأحمدية، أن قولها إن اللاجئين السوريين لا يعرفون استخدام  كلمة بونجور هو وصف وليس استهزاء، وأنهم لا يعرفون قول لأنه كل شيء معرب  لديهم، حتى في مجال الطب، حيث يكتبون البنسلين باللغة العربية. وقالت الإعلامية إن النازح السوري لا يريد العودة إلى بلده، وأنه لابد من إعادته إليها بـالقوة،. لأنه لا يمكن لـ 3 ملايين سوري أن يبقوا في لبنان إلا إذا أسسوا دولة خاصة بهم. وأضافت الأحمدية أنه لا يمكن لـ اللبنانيين العيش مع السوريين، بسبب وجود اختلاف كبير في الثقافة، وعدم القدرة على التفاهم معاً. وأن هناك اختلاف بين اللبنانيين و السوريين في كل شيء، وأنها لن تقبل ببقاء أي سوري في لبنان. تحرى فريق   صحة ادعاءات الإعلامية اللبنانية، واحتمالية وجود خطاب كراهية في تصريحاتها، فأظهرت محركات البحث إلى جانب تحليل الخطاب مجموعة من النتائج: إن استخدام الإعلامية نضال الأحمدية مصطلح النازحين بدل اللاجئين في توصيف السوريين الذين لجأوا إلى لبنان على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها سوريا في العام 2011 وما تلاها من حرب تسببت بنزوح ملايين السوريين من مناطق سكناهم ولجوئهم إلى بلدان الجوار يأتي، في سياق برز فيه توجه لدى شريحة من الشخصيات العامة اللبنانية، التي تدعو إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وتحملهم مسؤولية التدهور الاقتصادي الذي يشهده لبنان، كما تستخدم توصيف نازح في محاولة لإعفاء لبنان من أية التزامات يفرضها القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان، تجاه حماية اللاجئين السوريين وصون حقوقهم. استخدام توصيف النازحين السوريين، مع الشريحة الآنفة الذكر من السوريين في لبنان، يتناقض مع التوصيف القانوني الذي تتبناه مؤسسات ومنظمات دولية حول الفارق بين تعريف اللاجئ والنازح، وأيهما أنسب لحالة السوريين المشار إليها. القول بأن اللاجئين السوريين ليسوا معارضين، وإنهم جاؤوا إلى لبنان للتنزه، قول يتسم بالتعميم، ويفتقد إلى أدلة قطعية.  كما أن القول بأنهم يحصلون على الكهرباء والمياه مجاناً، وأن الأرض والسماء لهم قول مبالغ فيه، ولا يستند إلى واقع الحال الذي تحدثت عنه تقارير منظمات الأمم المتحدة المعنية. الادعاء بأن السوريين يحملون ذهنية، ترى أن لبنان محافظة سورية، وأن حزب البعث والمناهج التربوية، هي من تعلمهم ذلك، ادعاء غير دقيق، فرغم أن حزب البعث كان يقدم الانتماء لما يعرف بـالوطن العربي على ما يعرف بالانتماء القطري، إلا أن المناهج السورية لا تحتوي على مصطلح من قبيل لبنان محافظة سورية. الادعاء أعلاه يساهم في تنميط السوريين جميعهم في صورة مختلقة لا تتفق مع حقيقة التنوع الفكري والثقافي والانتماءات السياسية في سوريا، والتي لا تلتقي بالضرورة مع البعث وتصوراته القومية. الادعاء بأن تنظيم الدولة الإسلامية داعش وليد الجيش الحر المعارض، ادعاء يصطدم بالحقائق المثبتة، التي تؤكد انطلاق تنظيم الدولة الإسلامية من العراق وانتشاره لاحقاً في سوريا، وتسلم العراقيين رئاسة التنظيم على امتداد السنوات السابقة من تاريخ تأسيسه وحتى الآن. لم تخف الأحمدية معارضتها لحق الشعوب العربية في الوصول إلى الديمقراطية، وأبدت تأييدها للرئيس السوري والرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، نافية وجود أي إثباتات حول استخدام السلاح الكيميائي في العراق وسوريا على حد سواء، وهو  ما يحتاج إلى أدلة قطعية تفند عشرات التقارير و الشهادات والوثائق التي نشرتها وسائل إعلام ومؤسسات دولية متخصصة. القول إن النازح السوري خائف من مغادرة باريس الشرق، والعودة إلى سوريا، لأنه لم يكن مصدقاً وجوده في لبنان وجلوسه إلى جانب لبنانيين، لقد تعلموا أن يقولوا بونجور، بعدما باتت كلمة صباح الخير لا تعجبهم. فيه من الازدراء الواضح الذي يأتي في سياق تكوين تصور مهين للسوريين. دعوة الأحمدية لإعادة السوريين بـالقوة، لأنه لا يمكن لـ 3 ملايين سوري البقاء في لبنان إلا إذا أسسوا دولة خاصة بهم، ادعاء يناقض القانون الدولي العرفي والقوانين المتعلقة بحقوق الإنسان، كما أن إحصائية النازحين السوريين المذكور ةمن جانبها، تناقض ما أعلنته جهات لبنانية رسمية. القول إنه لا يمكنهم لـ اللبنانيين العيش مع السوريين، بسبب وجود اختلاف كبير في الثقافة، وعدم القدرة على التفاهم معاً، فيه من الازدراء والتحريض ضد اللاجئين السوريين في سياق باتت تتزايد فيه حوادث الكراهية ضد السوريين في لبنان، فيما تصاعدت الدعوات إلى إعادتهم إلى بلادهم دون الأخذ بالاعتبار احتمالية تعرضهم لانتهاكات من جانب السلطات الأمنية السورية، خاصة وأن تقارير منظمات حقوقية أثبتت ذلك. النتيجة: الإعلامية اللبنانية استخدمت جملة من الادعاءات المضللة والمساهمة في تشكيل صورة نمطية حول اللاجئين السوريين، والتحريض ضدهم كفئة مستضعفة، وبنبرة مشحونة لا تخلو من الازدراء، وفي سياق قد يؤدي إلى زيادة حوادث العنصرية ضدهم، لذا يمكن تصنيف تصريحاتها في خانة خطاب الكراهية وفق معايير .