الحكومة نايمة ورجليها بالشمس.. لم تحرك ساكنا تجاه مؤتمر التطبيع، كان الأولى أن تقوم بإصدار مذكرات قبض بحق المشاركين. ✅ تصريح مضلل، فقد سبق للحكومة العراقية أن وجهت بالقاء القبض على المشاركين بمؤتمر "السلام والاسترداد" في أربيل والذي دعا الى التطبيع مع إسرائيل، وفقا لدعاوى حركها الادعاء العام، فيما قررت وزارتا الثقافة والتعليم العالي بإعفاء موظفين يعملون لديها وإحالتهم الى التحقيق على خلفية مشاركتهم بالمؤتمر. ✅ في 26 أيلول/ سبتمبر 2021، أعلن مجلس القضاء الأعلى، عن صدور مذكرات قبض بحق المشاركين في مؤتمر "السلام والاسترداد"، الذي دعا إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل بناءً على معلومات مقدمة من مستشارية الأمن القومي بينهم "وسام الحردان" و"مثال الألوسي"، والموظفة في وزارة الثقافة "سحر كريم الطائي". ✅ في 29 أيلول/ سبتمبر 2021، أصدرت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، قرارا يقضي بعزل موظفة في الهيئة العامة للآثار التابعة للوزارة، سحر كريم الطائي، على خلفية مشاركتها في "مؤتمر التطبيع" الذي اُقيم بأربيل. ✅ في 27 أيلول/ سبتمبر 2021، قرر وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إعفاء عميد عميد كلية التربية الأساسية في جامعة تلعفر الذي شارك بمؤتمر التطبيع مع اسرائيل في أربيل "التزاما بالمصلحة الوطنية العليا وثوابتها الراسخة" كما جاء في بيان الوزارة. ✅ في 25 سبتمبر/ أيلول 2021 أصدرت الحكومة العراقية بياناً بشأن مؤتمر "السلام والاسترداد" الذي دعا للتطبيع مع إسرائيل وأكدت فيه أن "هذه الاجتماعات لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية، وأنها تمثل مواقف من شارك بها فقط، فضلا عن كونها محاولة للتشويش على الوضع العام وإحياء النبرة الطائفية المقيتة، في ظل استعداد كل مدن العراق لخوض انتخابات نزيهة عادلة ومبكرة"، مشيرة الى أن "طرح مفهوم التطبيع مرفوض دستوريا وقانونيا وسياسيا في الدولة العراقية". ✅ في 25 أيلول/ سبتمبر 2021، أصدرت رئاسة الجمهورية العراقية بياناً بشأن مؤتمر "السلام والاسترداد" الداعي للتطبيع، وأكدت فيه "موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية"، ووصفت المؤتمر بأنه "محاولة لتأجيج الوضع العام واستهداف السلم الاهلي"، داعية الى "الابتعاد عن الترويج لمفاهيم مرفوضة وطنياً و قانونياً، وتمس مشاعر العراقيين". ✅ في 24 أيلول/ سبتمبر، عقد بمحافظة أربيل مؤتمر بعنوان "السلام والاسترداد" وشارك فيه قرابة الـ300 شخصية، بينهم عشائرية وأكاديمية، وموظفان اثنان في دوائر الحكومة العراقية، وتسبب المؤتمر بأثارة ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والاجتماعية العراقية، على خلفية البيان الذي قرئ في ختام المؤتمر والذي دعا إلى انضمام العراق الى اتفاقية "ابراهام" للتطبيع مع إسرائيل. ✅ تاريخ العراق مع التطبيع ليس لدى العراق و‌إسرائيل أي علاقات دبلوماسية رسمية، حيث أن السابق لا يعترف بهذه الأخيرة، وقد أعلن العراق الحرب على الدولة اليهودية التي تأسست حديثًا في عام 1948 ومنذ ذلك الحين ظلت العلاقات بين الدولتين عدائية في أحسن الأحوال. كما شاركت القوات العراقية في الحروب اللاحقة ضد إسرائيل في عامي 1967 و1973. وفي عام 1981، قصفت إسرائيل، مفاعلًا نوويًا عراقيًا تحت الإنشاء في التويثة، جنوب شرق بغداد، زاعمة تهديدًا للأمن القومي. ولم ينتقم العراق. وخلال حرب الخليج العربي، أطلق العراق على إسرائيل 43 أو 39 صاروخ سكود باليستي معدل، فقُتلَ 14 إسرائيلياً. ولم تنتقم إسرائيل، بسبب ضغط من الولايات المتحدة. وفي نظام ما بعد 2003، حدد العراق موقفه من الدول التي دعت للتطبيع واعلن مراراً وتكراراً موقفه الرافض للتطبيع مع إسرائيل، بل ان جهات سياسية اتهمت إسرائيل في اكثر من مناسبة بتنفيذ ضربات جوية داخل العراق، وفي المواقف الرسمية في كل مناسبة يشدد العراق على حقوق الشعبي الفلسطيني ويرفض الاعتراف بإسرائيل دولة، بل ان القانون العقوبات العراقي حددت عقوبة الإعدام او المؤبد لكل من يروج للأفكار الصهيونية ويتبناها. وصولاً الى مؤتمر أربيل الأخير، إذ أعلنت جميع الأوساط السياسية والحكومية رفضها القاطع للتطبيع بل اصدر القضاء العراقي مذكرات قبض بحق المشاركين في المؤتمر.