nan بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قـطاع غـزة، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية، استهداف السفن الإسرائيلية، المارة في البحر الأحمر والمحيط الهندي، بالقرب من السواحل اليمنية، ولكن على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة، استهدفت طائرات مسيرة إيرانية الصنع، يرجح أنها تتبع الحوثيين الموالين لطهران، سفينتي شحن تابعتين لعائلة إسرائيلية واحدة، وهي عائلة "عوفر" الثرية المشهورة، والتي تعمل في مجال الشحن البحري. ** ولكنها ليست المرة الأولى، حيث سبق واستهدفت مسيرات إيرانية ناقلتي نفط تابعتين لعائلة عوفر، في عامي 2021 و2022، أثناء إبحارهما بالقرب من سواحل عُمان. تلك العائلة التي ربطتها علاقات اقتصادية بإيران، ساعدت الموساد في التجسس على مواقع إيرانية، ونقل قوات النخبة الإسرائيلية لتنفيذ عمليات داخل طهران. ** من هم عائلة عوفر؟ هم أبناء رجل الأعمال سامي عوفر، والذي كان أغنى رجل في إسرائيل، ويمتلك ربع الشركات المدرجة في البورصة الإسرائيلية حتى وفاته عام 2011، ووصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو بأنه: "صهيوني إلى أقصى حد ممكن". ومن بعده استمر ولداه "إيال" و"عيدان" في العمل بمجال الشحن البحري. [1] = الابن الأكبر إيال عوفر، تبلغ ثروته أكثر من 20 مليار دولار، ويحتل المرتبة 86 على قائمة الأغنى في العالم، وهو رئيس مجلس إدارة شركة عوفر جلوبال ومقرها موناكو، والتي تنشط في مجال الشحن والعقارات والتكنولوجيا والخدمات المصرفية والطاقة وغيرها من الاستثمارات. كما يمتلك شركة زودياك جروب ومقرها بريطانيا، وتستحوذ الشركة على حوالي 190 سفينة من أنواع مختلفة. [2] = أما "عيدان عوفر" فتبلغ ثروته 14 مليار دولار، ويحتل المرتبة 127 في قائمة الأغنى في العالم، ويمتلك شركة شرق المحيط الهادي، وأسطولًا من السفن قوامه 210 سفينة، بالإضافة إلى 32% من فريق أتلتيكو مدريد الإسباني. [3] = وفي عام 2014، ارتبط اسم "عيدان" بقضية "تهرب ضريبي" في إسرائيل، إذ استأجر شركة Black Cube المتخصصة في التجسس، لمراقبة وزير المالية، يائير لابيد، والمحاسب العام، ميخال عبادي، للحصول على معلومات ضدهما ومساومتهما على نتائج تحقيقات ضريبية حول أنشطته التجارية. [4] ** ما علاقة عائلة عوفر بإيران؟ = في مايو 2011، أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية عائلة "عوفر" على لائحتها السوداء، لإقامتها علاقات تجارية مع إيران، وكشفت التحقيقات أن شركة "عوفر إخوان" للنقل البحري باعت في سبتمبر 2010، سفينة شحن لشركة الملاحة الإيرانية بمبلغ 6.8 مليون دولار، فيما اعتبرته واشنطن خرقًا للحظر المفروض على طهران وشركاتها بسبب برنامجها النووي. [5] = وبحسب نيويورك تايمز وصحف أخرى، رست 7 سفن مملوكة لعائلة عوفر 13 مرة في موانئ بندر عباس وجزيرة خرج الإيرانية، خلال الفترة بين 2004 إلى 2007. [6] = وبعد أسبوع واحد من التحقيقات في القضية التي عُرفت في الإعلام الإسرائيلي باسم "Ofergate"، عُثر على سامي عوفر ميتًا في منزله في تل أبيب عن عمر 89 عاما. ** كيف تبدلت علاقة عائلة "عوفر" وإيران إلى عداء؟ = في أعقاب التحقيقات الأمريكية، كشف عضو الكنيست، أرييه إلداد، أن "سفن عائلة عوفر كانت تعمل في الموانئ الإيرانية بناء على طلب من الموساد الإسرائيلي". [7] = كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز، تقريرًا تضمن شهادة مصادر قريبة من عائلة عوفر، تقول: إن "الموساد الإسرائيلي استخدم سفن العائلة في التجسس على إيران"، كما أكد رئيس الموساد المتقاعد، مئير داغان، وقت القضية في 2011، أنه جرى تضخيم قضية وجود علاقات بين عائلة عوفر وإيران بشكل مبالغ فيه، وأن العائلة الإسرائيلية عملت مع الأمن الإسرائيلي خلال السنوات الماضية. = بحسب صحيفة The times البريطانية، استخدم الموساد سفن عائلة عوفر في التجسس على مواقع نووية إيرانية، كما سمحت العائلة للموساد باستخدام سفنهم في نقل قوات النخبة الإسرائيلية إلى طهران لتنفيذ هجمات داخل إيران. [8] = وبحسب صحيفة التايمز أيضًا، استخدم الموساد سفن عائلة عوفر في إخفاء عملائه خلال اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح أثناء وجوده في أحد فنادق دبي. ** كيف بدأت هجمات المسيرات الإيرانية على سفن عوفر؟ = في يوليو 2021، استهدفت طائرة بدون طيار إيرانية سفينة Mercer Street المملوكة لشركة زودياك مارتيم، والتي تعود ملكيتها إلى إيال عوفر، وأسفر الهجوم عن مقتل اثنين من البحارة. [9] = بعد نحو عام، وتحديدًا في نوفمبر 2022، هاجمت طائرة مسيرة من طراز شاهد 136 الإيراني، ناقلة النفط باسيفك زيركون، المملوكة لعيدان عوفر، بالقرب من سواحل سلطنة عمان. [10] = وبالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هاجمت حركة أنصار الله الحوثية -حليف إيران في اليمن- يوم الأحد 26 نوفمبر الجاري، السفينة سنترال بارك المملوكة لشركة زودياك مارتيم Zodiac Maritime، والتي تعود ملكيتها إلى إيال عوفر. [11] = وبحسب شركة الأمن البحري "أمبراي"، حين اقتربت السفينة سنترال بارك من سواحل مدينة عدن اليمنية، صعد على متنها 8 أشخاص يرتدون زيًا عسكريًا، واستولوا عليها. = وبحسب موقع رصد السفن مارين ترافيك، آخر مرة سُجلت السفينة على موقع التتبع الآلي للسفن كان قبل 4 أيام و13 ساعة، إذ سجلت آخر موقع لظهورها في خليج السويس بالقرب من مدينة الزعفرانة المصرية. = سبق ذلك هجوم يوم 24 نوفمبر الجاري، بطائرة مسيرة من طراز شاهد 146 الإيرانية سفينة الشحن العملاقة CMA CGM SYMI، وذلك أثناء وجودها في المياه الدولية في المحيط الهندي، وتسبب الهجوم في أضرار خفيفة في بدن السفينة، فيما لم يصب أحدًا من طاقمها بضرر، بحسب وكالة أسوشيتد برس. [12] = وتعود ملكية السفينة إلى شركة شرق المحيط الهادي Eastern Pacific Shipping ومقرها سنغافورة، المملوكة لعيدان عوفر، وتحمل علم مالطا. [13]