Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
nan
شغلت حادثة تحطم طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الرأي العام العالمي، خلال الساعات الـ 24 الماضية، بعد اختفاء طائرته في غابات شمال غرب البلاد، والإعلان عن وفاته بعد أكثر من 12 ساعة على فقدانه برفقة وزير خارجيته وعدد من المسؤولين البارزين، وشكل إعلان وفاة رئيسي ردود أفعال دولية، من بينها إعلان الحداد الوطني في عدد من الدول، بينها العراق.
في هذا التقرير يتناول "صحيح العراق" المواقف الرسمية والسياسية العراقية من الحادثة، ويقارنها بموقف طهران الرسمية من الحوادث الكبرى والكوارث في العراق، كما يشير إلى الزيارة التي كان من المقرر أن يجريها الرئيس الإيراني إلى بغداد خلال أيام قليلة.
إعلان وفاة رئيسي:
بعد عمليات بحث شاركت فيها فرق من دول صديقة لطهران، استمرت من ظهر أمس الأحد وحتى فجر اليوم، عثر على المروحية محطمة بين غابات ديزمار، الواقعة بين قريتي أوزي وبير داود بمنطقة ورزقان في محافظة آذربيجان الشرقية شمال غرب إيران، وأعلنت إيران وفاة رئيسي وجميع ركاب الطائرة في الحادث، الذي وقع بعد مراسم افتتاح سد "قيز قلعة سي"، بمعية الرئيس الأذري إلهام علييف على نهر آرس الحدودي المشترك، يوم أمس. وكان من بين ركاب الطائرة المروحية وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وممثل الولي الفقيه وإمام جمعة تبريز آية الله محمد علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي.[1]
وفور تأكيد وفاة رئيسي، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران أن النائب الأول للرئيس محمد مخبر أصبح المسؤول عن السلطة التنفيذية، وأمامه فترة أقصاها 50 يومًا لإجراء الانتخابات، وأقر الحداد العام لخمسة أيام في عموم البلاد.[2]
العراق يعلن الحداد يومًا واحدًا
بدورها، أصدرت الحكومة العراقية بيانًا رسميًا لتأكيد الوقوف مع الشعب الإيراني وقيادته، في هذه الأوقات العصيبة"، وأعلنت الحداد العام ليوم واحد، غدًا الثلاثاء".[3]
ماذا يعني إعلان الحداد وتنكيس الإعلام؟
والحداد؛ هو سلوك يتم بموجبه إخفاء مظاهر الفرح وإظهار معالم الحزن، وقد يمتد لأيام، فيما تختلف ممارساته بين الدول، تبعًا لعوامل مختلفة، مثل الدين والثقافة والتاريخ، أما تنكيس الأعلام، فهو خفض العلم من على ساريته بنسبة معينة، احترامًا أو حدادًا، وعادة ما يتم ذلك مع وفاة رئيس الدولة أو رئيس الوزراء أو قائد عسكري أو بطل قومي، أو وقوع كارثة طبيعية أو حادث إرهـ ـابي، أو ذكرى حدث وطني حزين، مثل يوم الشهيد، تعبيرًا عن التضامن مع الشعب أو ذوي الضحايا.[4]
سيل من بيانات العزاء في الساعات الأولى
وفي سياق المواقف العراقية من الحادث، أصدر عدد كبير من القادة السياسيين ومسؤولين حكوميين ورجال دين بيانات تعزية لطهران بوفاة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، حيث رصد "صحيح العراق"، 30 بيان تعزية خلال ساعات من إعلان وفاة رئيس إيران، كما يلي:
تعزية من رئيس الجمهورية العراقية عبداللطيف رشيد.[5]
تعزية من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.[6]
تعزية من المرجع الديني علي الحسيني السيستاني.[7]
تعزية من مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي.[8]
تعزية من رئيس مجلس النواب بالإنابة محسن المندلاوي.[9]
تعزية من نائب رئيس مجلس النواب شاخوان عبدالله.[10]
تعزية من الأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي.[11]
تعزية من رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي همام حمودي.[12]
تعزية من رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي.[13]
تعزية من رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني.[14]
تعزية من وزير العمل أحمد الأسدي.[15]
تعزية من الإطار التنسيقي الشيعي.[16]
تعزية من رئيس كتلة صادقون "العصـ ـائب" النائب حبيب الحلاوي.[17]
تعزية من حزب الدعوة الإسلامية العراقي.[18]
تعزية من وزارة الخارجية العراقية.[19]
تعزية من رئيس كتلة بدر النيابية مهدي الآمرلي.[20]
تعزية من رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي.[21]
تعزية من الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري.[22]
تعزية من وزير الخارجية فؤاد حسين. [23]
تعزية من رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان.[24]
تعزية من رئيس المحكمة الاتحادية العليا جاسم محمد عبود.[25]
تعزية من لجنة الشهداء والسجناء السياسيين النائب حسن سالم.[26]
تعزية من دار الإفتاء العراقية.[27]
تعزية من الأمين العام لعصـ ـائب أهل الحق قيس الخزعلي.[28]
تعزية من رئيس أركان هيئة الحشد الشـ ـعبي أبو فـ ـدك المحمداوي.[29]
تعزية من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. [30]
تعزية من بافل طالباني رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.[31]
تعزية من نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان.[32]
تعزية من كتائب حزب الله في العراق. [33]
تعزية من حيدر الغراوي الأمين العام لحركة أنصار الله الأوفياء.[34]
في المقابل لم تعلن إيران على الإطلاق، الحداد لأي سبب مرتبط بالعراق، منذ عام 2003، على الرغم من وقوع حوادث كبرى أسفرت عن آلاف الضحايا، منها حادثة جسر الأئمة في بغداد، وحادثة سبايكر، وهو ما انطبق أيضًا على حوادث الزعماء والقادة والسياسيين، إذ لم تعلن الحداد إثر اغتيال محمد باقر الحكيم في 2003، ولم تعلن الحداد لوفاة الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني، الذي رحل في تشرين الأول/أكتوبر 2017.[35]
ولم يكن العراق الدولة الوحيدة التي أعلنت الحداد لحادثة الرئيس الإيراني ورفاقه، إذ قرر رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف إعلان الحداد العام لمدة يوم واحد احترامًا للرئيس الإیراني ومرافقيه وتضامنا مع الشعب الإيراني كما سيتم تنكيس علم باكستان[+2]، وفي لبنان، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال "نجيب ميقاتي"، مذكرة بإعلان الحداد الرسمي ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام [36]، وهو ذات الإجراء الذي اتخذته السلطات في سوريا[37]، فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحداد أيضًا وليوم واحد.[38]
كان على موعد مع العراق
يشار إلى أن بغداد كانت على موعد مع زيارة رئيسي، في 29 آيار/مايو الجاري، بحسب مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي.[39]
ولم يجر رئيسي، أي زيارة للعراق منذ توليه المنصب في آب/أغسطس 2021، إلا أن آخر زيارة له إلى العراق كانت بتاريخ 8 شباط/ فبراير 2021، عندما كان يشغل منصب رئيس السلطة القضائية الإيرانية، ووصل لبغداد بناءً على دعوة رسمية من رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي فائق زيدان.[40]
واستقبل رئيسي حينها، رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، وبحث خلال زيارته العلاقات الثنائية المشتركة، وتعزيز التعاون في المجالين القضائي والقانوني بين البلدين، فضلًا عن مناقشة عدد من المواضيع الأخرى.[41]
وأجرى رئيسي، خلال زيارته الرسمية الوحيدة للعراق، جولة في عدد من المحافظات العراقية، حيث وضع فور وصوله إكليلًا من الزهور على مكان اغتيال قائد فيلق القـ ـدس قاسم سليمـ ـاني، ونائب رئيس هيئة الحشـ ـد الشعـ ـبي أبو مهـ ـدي المهنـ ـدس، خارج مطار بغداد.[42]
وعقد رئيسي حينها مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع رئيس مجلس القضاء، مؤكدًا أنّ "الفتنة لا يمكن أن تعيق أو تؤثر على علاقة الشعبين الإيراني والعراقي"[43]، ثم شارك، خلال اليوم الثاني، في احتفالية السفارة الإيرانية في بغداد بمناسبة انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية.[44]
وفي ختام زيارته التي استمرت أسبوعًا كاملًا، أصدر رئيسي بيانًا شكر فيه العراق على حسن الاستقبال والضيافة، وقال إنّ "العراق وإيران سيحملان راية سليمـ ـاني والمهنـ ـدس، وسينتقمان من قتلتهما، ولن يسمحا ببقاء القوات الأميركية في منطقتنا".[45]
قاض ورجل دين وسياسي
يذكر أن إبراهيم رئيس الساداتي ولد في مدينة مشهد شمال شرق إيران، عام 1960، لأسرة متدينة، بدأ نشاطه السياسي باحتجاجات شعبية انطلقت اعتراضًا على إهانة روح الله الخميني، المرشد الإيراني السابق، وشغل مناصب عدة بينها المدعي العام في طهران ما بين 1989- 1994، ورئيس مؤسسة العتبة الرضوية عام 2016، وبعدها بسنة أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية، لكن لم يحالفه الحظ حينها، فتم تعيينه رئيسًا للسلطة القضائية، ثم عاد للترشح سنة 2021، وفاز بالرهان ليصبح بذلك الرئيس الثامن لجمهورية إيران.[46]