مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
nan
أعلن البيت الأبيض يوم الأحد الماضي، عن مقتل ثلاثة أمريكيين وإصابة آخرين في هجوم طائرة مسيرة على القوات الأمريكية "المتمركزة" في شمال شرق الأردن، وقال إن المنفذين جماعات مدعومة من إيران وتعمل في العراق وسوريا.[1ٍ]
وقد حدث التباس كبير حول المكان الذي قتل فيه الأمريكيون، إذ أشيع إعلاميًا أنه في قاعدة التنف داخل الحدود السورية، فيما تقول واشنطن أنه داخل الأراضي الأردنية.[2]
فيما قالت الحكومة الأردنية، إن القاعدة الأمريكية التي استهدفت تقع خارج حدودها.[3]
لكن الصور الجوية تظهر وجود القاعدة التي استهدفت داخل الحدود الأردنية قرب الحدود العراقية والسورية، وتسمى "برج 22"، أو "الركبان" وتبعد 18.5 كم عن قاعدة التنف الأمريكية التي تقع داخل الحدود السورية، على بعد 350 كم تقريبا عن قاعدة عين الأسد داخل الأراضي العراقية.[4]
يذكر أن الأردن والولايات المتحدة وقعتا في 2021 اتفاقية تعاون دفاعي، توفر الأولى بموجبها 15 موقعًا خاصًا للقوات الأمريكية، أحدها قاعدة الركبان أو "برج 22"، أو "T22"، وتتيح هذه الاتفاقية للجانب الأمريكي حيازة السلاح داخل الأراضي الأردنية.[5]
وأعلن الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية العراقية على قناتها في "التليغرام"، استهداف قاعدة "الركبان" أربع مرات، كان أولها في 23 تشرين الأول أكتوبر 2023 و آخرها بتاريخ الأحد الماضي المصادف 28 كانون الثاني يناير الحالي.[6]
وتبنت كتائب حزب الله العراق الهجمة، وتبرأت منها إيران.[7] قبل أن تصدر الكتائب بيانًا أمس الثلاثاء، بوقف عملياتها، مبررة قرارها بعدم "إحراج الحكومة".[8]
وكانت قد أصدرت حركة النجباء، الموالية لإيران أيضا، بيانًا سخرت فيه من تهديدات الولايات المتحدة، وقالت إن بايدن لا يعلم أين قتل جنوده في سوريا أم في الأردن، وأضافت أن "ثكنات ومعسكرات الأمريكان تعلم أننا نقول ونفعل، إذ سبق وأمطرناهم بحمم صواريخنا وذاقوا منها ما لا يريدونه"، وطالبت واشنطن بالرحيل.[9]
ونشرت وسائل الإعلام مسار "الدرون" نحو قاعدة "الركبان" أو "T22"، حيث بينت الخرائط، أنها انطلقت من قاعدة تُدعى الإمام علي، الواقعة في مدينة البو كمال بسوريا، والتابعة لـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، والتي تبعد عن القاعدة الأمريكية 236 كلم تقريبًا.[10]
وقالت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ خلال مؤتمر صحفي يوم أمس الأول، أن "المسيرة" تحمل بصمات حزب الله العراقي (د36).[11]
الجسر الإيراني البري:
تقع القاعدة قرب قواعد أمريكية أخرى في غرب العراق وشرق سوريا، من أجل قطع الطريق أمام "الجسر البري" الذي سعت إيران وحلفاؤها لإنشائه بهدف الوصول إلى البحر المتوسط، لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية في المنطقة، ولتسريع عملية شحن الأسلحة إلى جنوب لبنان وجبهة الجولان في سوريا، بحسب محللين وصحفيين غربيين.[12]
وفي العام 2017 اضطرت إيران، بسبب تواجد القواعد الأمريكية المعيقة لتمددها، إلى تغيير مسار "جسرها البري"، من غرب العراق إلى شماله الغربي نحو سوريا، لذا سعت للتواجد في قضاء "البعاج" العراقي و"الميادين" و"دير الزور"، السوريتين، وطرد تنظيم داعش منها، قبل وصول الأمريكيين إلى هناك.[13]
وفي شباط فبراير 2019 أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال مقابلة مع قناة سي بي أس الأمريكية، بأن أحد الدوافع وراء رغبته في إبقاء القوات داخل العراق هو "مراقبة إيران".[14]