مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل زيارة السفير البريطاني لمرقدي الإمامين في بغداد تثير جدلاً؟

هل زيارة السفير البريطاني لمرقدي الإمامين في بغداد تثير جدلاً؟
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
nan في آخر نشاط للسفير البريطاني في العراق ستيفن هيتشن، زار أمس الأول السبت، مرقدي الإمامين موسى بن جعفر، وأبو حنيفة النعمان في بغداد، وتجول فيهما، وقال: "هما جزء من الفسيفساء الغنية بتأريخ بغداد، كما يلعبان دورًا مهمًا في العراق المعاصر".[1] أثارت الزيارة تفاعل العراقيين في التعليقات، فمنهم من امتدح الخطوة وأعرب عن إعجابه بالخطوة، فيما نظر إليها البعض الآخر، بسلبية، وأظهر تشاؤمه من مستقبلها.[2ٍ] يذكر أن السفير ستيفن هيتشن، هو مدير سابق لإدارة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية البريطانية، وشغل منصب مسؤول الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام 2019.[3] وهذا ليس النشاط الأول المثير للجدل بالنسبة للسفير البريطاني، فقد خرج ببرنامج أطلق عليه "السفير شو" على غرار برنامج "البشير شو، وقال في هذا البرنامج: "أريد أن أمشي في الشارع لأظهر للعراقيين أننا نثق بأمن البلاد، وألتقي العراقيين ونتحدث عن خلفيات الأماكن".[4] ظهرت أول حلقة من "السفير شو" في 28 كانون الثاني يناير الماضي، وظهر فيها السفير، وهو يمشي مسترخيًا في شارع الرشيد وسط بغداد، وبعدها في حلقة ثانية كان يسير بصحبة أشخاص محليين في سوق الكاظمية.[5] معظم التفاعل كان إيجابيًا، فقد تلقى السفير العديد من الدعوات لزيارة محافظات مختلفة من قبل العراقيين، مثل النجف والموصل وميسان وغيرها.[6] في الوقت نفسه، كانت هناك تعليقات سلبية، كون التجوال في الشوارع ليس من عمل السفير الذي يمثل دولة!.[7] يشار إلى أن تسمية "السفير شو" جاءت خلال مقابلته في البرنامج الساخر "البشير شو"، حيث تضمن فقرات عديدة ساخرة.[8] هل هو أول سفير بريطاني مثير للجدل؟ كان للسفير البريطاني الأسبق ستيفن هيكي (2019- 2021)، حضور قوي أيضًا في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وكان يظهر في برامج اجتماعية، كالطبخ، فظهر وهو يعد الدولمة العراقية والمقلوبة مثلًا![9] أثار ذلك تساؤلات العراقيين، فمنهم من قال أي نوع من السفراء أنت؟ وآخر قال دعك من مطبخنا وانشغل بمطبخكم، لكن الكم الأكبر من التعليقات التي رصدها "صحيح العراق" كان إيجابيًا.[10] مواقف "هيكي" هل كانت مثيرة؟ كان لهيكي، مواقف سياسية حادة ضد ما كان يجري من عنف ضد المتظاهرين، فمثلًا قال يجب محاسبة قتلة متظاهري تشرين، وقال بشأن قصف مطار بغداد من قبل مليشيات، بأنه يعرّض حياة العراقيين للخطر، وفي موقف آخر أعرب عن قلقه من التصعيد العسكري قبل انتخابات 2021، متوقعًا وقوع كارثة للاستقرار والاقتصاد في الداخل العراقي.[11] وردّ هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر، وزعيم تحالف الفتح، بأن "على السفير البريطاني ستيفن هيكي، أن يعرف حدود عمله، ولن نسمح له بالتدخل في الشأن الداخلي".[12] بالرغم من ذلك، فقد قال هيكي، إن لديه حوارًا مع الأحزاب التي تمتلك أجنحة مسلحة في العراق.[13] ولم يكن لأي سفير بريطاني آخر بعد هيكي أي حضور واضح، فقد تقلد الموقع، مايك برايسن، كسفير في بغداد (2021- 2023)، وأبرز شيء قاله ولاقى تفاعلا، بأنه مسلم وأن اسم ابنه علي، ما أثار تفاعلًا جماهيريًا، من قبيل مخاطبة أحدهم له: "حضر روحك أبو علي لعاشور".[14] ولا يوجد في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الموقعة عام 1961 وتحدد إطار العلاقات بين الدول المستقلة، ما يمنع السفير من التجوال ولقاء المواطنين أو الظهور الإعلامي بكل أشكاله والإدلاء بالآراء السياسية والخاصة.[15]