مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
nan
شنت طهران هجومًا غير مسبوق على أهداف داخل الأراضي المحتلة، مساء السبت، باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والمجنحة، وفي الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن صد معظم تلك الصواريخ والطائرات، تقول طهران إنّ الانتقام "حقق أهدافه".
يستعرض "صحيح العراق" في هذا التقرير، تفاصيل الهجوم، والأسلحة التي من المرجح أنّ يكون استخدمها الحرس الثوري، وتضارب الروايات بين الجانبين، كما يشير إلى الدول التي شاركت في التصدي للهجوم الإيراني، والخسائر التي تكبدها الاحتلال الإسرائيلي.
بداية الهجوم
بحدود الساعة 11 مساءً بتوقيت بغداد، أعلن التلفزيون الايراني بأن الحرس الثوري بدأ هجومًا واسعًا بالمسيرات على أهداف إسرائيلية في فلسطين. وأفاد التلفزيون الإيراني أن المواطنين في غرب إيران ومناطق مختلفة من العراق شاهدوا تحليق الطائرات المسيرة التي أطلقت من قبل الحرس الثوري نحو فلسطين.[1]
أول بيان من الحرس الثوري
وفي وقت لاحق، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا أعلن فيه إطلاق عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه "الأراضي المحتلة ومواقع الكيان الصهيوني".
وجاء في بيان الحرس الثوري، أن الهجوم يأتي ردًا على "الجرائم العديدة التي ارتكبها الكيان الصهيوني، بما في ذلك الهجوم على القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق واستشهاد مجموعة من القادة والمستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا"، مبينًا أنّ "القوة الجوفضائية للحرس الثوري أطلقت عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف محددة داخل الأراضي المحتلة".[2]
330 صاروخًا وطائرة
وبحسب مسؤولين إسرائيليين نقلت عنهم صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن إيران أطلقت، خلال هجومها 330 مسيرة وصاروخًا، توزعت على:
185 طائرة مسيرة
36 صاروخ كروز.
110 صواريخ أرض أرض.
فيما أشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الهجوم استمر 5 ساعات، ومعظم الصواريخ انطلقت من إيران، مع عدد قليل من العراق واليمن.[3]
أنواع الطائرات والصواريخ المستخدمة في الهجوم
استخدمت في هجومها طائرات مسيرة وصواريخ بالستية وكروز. ويرجح فابيان هينز، الخبير في الجيش الإيراني بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في برلين، استخدام إيران في هجومها صاروخ كروز "Paveh/351"، الذي طوره الحرس الثوري الإيراني بمدى يصل إلى إسرائيل. كما سبق لإيران أن وفرت الصاروخ، في إصدارات مختلفة، للحوثيين اليمنيين وقوات الحشد الشعبي العراقية.[4]
وعلى الرغم من المعلومات المنسوبة إلى وسائل إعلام إيرانية عن نوع الصواريخ والمسيرات التي استخدمتها طهران في الهجوم على الاحتلال الإسرائيلي، مثل مسيرات "شاهد 136" وصواريخ "خيبر 4"، إلاّ أنّ طهران لم تكشف رسميًا عن الذخيرة التي استخدمتها بالفعل في انتقامها المحدود[5]، واكتفت بالإشارة إلى "إستخدام عدد کبیر من الطائرات المسیرة، وصواریخ کروز، وصواریخ بالیستیة، تم تشغیلها بالتكتيكات المدروسة والتصميم المناسب..".[6]
بالمقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إّن طهران استخدمت في هجومها 185 طائر مسيرة نوع "شاهد 238"، وتقول إسرائيل إنّ جميع تلك الطائرات لم تخترق حدودها، وتم اسقاطها جميعًا.[7]
وطائرات "شاهد 238"، هي أحدث النسخ المطورة من طائرات "شاهد" إيرانية الصنع، وهي تشبه سابقاتها من حيث الشكل، لكنها تستخدم المحرك النفاث على خلاف النسخ السابقة"، وهي مزودة بمحرك نفاث يجعلها أسرع بكثير من النسخ السابقة، ويمكنها من قطع مسافات بعيدة تصل إلى أكثر من 2500 كيلومتر.[8]
4 دول شاركت باعتراض الهجوم الإيراني
ووفقًا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري، فإنّ الولايات المتحدة الأمريكية "تحركت" مع بريطانيا وفرنسا، وعملت "بشكل وثيق مع إسرائيل"، أثناء الضربات الإيرانية.[9]
فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنّ الأردن اعترضت هي الأخرى عشرات الطائرات الإيرانية المسيرة المتجهة إلى إسرائيل خلال الليلة الماضية، واصفة التعاون بين عمان وتل أبيب بـ "غير المسبوق".[10]
أهداف الضربة
أطلقت إيران على هجوم السبت اسم "الوعد الصادق"، وأفاد مسؤولون إيرانيون بأنّ الهجوم "حقق أهدافه بشكل أكبر من المتوقع"، وتسبب بـ "أضرار كبيرة داخل إسرائيل"، إذ أكّدت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، ووكالة "إيسنا" المقربة من الحرس الثوري، أنّ "قاعدة "نفاتيم" الجوية في الأراضي المحتلة كانت أحد أهداف العمليات، وسجلت "أضرارًا كبيرة".
وتقع القاعدة في منطقة صحراء النقب بالقرب من مدينة بئر السبع، ويبلغ طول مدرجها 3400 متر، وهي الحظيرة والقاعدة الرئيسية لمقاتلات إف 35 التابعة لإسرائيل.[11]
كما استهدفت العمليات، بحسب رئیس هیئة الأرکان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، إنّ "مرکزًا استخبارايًا کبیرًا على مرتفعات جبل الشیخ، بالإضافة إلى قاعدة نفاتیم الجوية التي کانت منطلقًا للهجوم على القنصلیة الإيرانية، وتم تدمیرهما إلی حد کبیر، وتعطیل کلیهما".[12]
إسرائيل تقلل من حجم الأضرار
في حين تقلل تل أبيب من حجم الأضرار التي أعلنتها طهران. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري إن "99% من أصل 300 قذيفة أو نحو ذلك أطلقتها إيران على إسرائيل خلال الليل، اعترضتها الدفاعات الجوية".[13]
بدوره، كذب المتحدث أفيخاي أدرعي التقارير الإيرانية حول تدمير موقعين عسكريين، وقال إنّ "الطائرات المسيرة الإيرانية فشلت باختراق الحدود الإسرائيلية، ومن ثم تم استخدام صواريخ كروز، وأيضًا تم اعتراضها من قبل أنظمة الدفاع الجوي، وفي الخطوة الثالثة تم استخدام صواريخ بالستية وتم اعتراض معظمها من قبل أنظمة الدفاع الجوي، وسقط عدد قليل جدًا منها داخل إسرائيل"، مؤكّدًا أنّ "الهجوم الإيراني فشل، وقاعدة نفاتیم الجوية مستمرة بالعمل، وما تعرضت له أضرار طفيفة جدًا جدًا".
فيما قال عن الأضرار البشرية، إنّ سلطات الاحتلال سجلت "إصابة طفلة إسرائيلية واحدة بجروح بليغة في منطقة النقب، جراء الشظايا، ولم يتم تسجيل أية إصابات أخرى"[14]، قبل أنّ ينشر جيش الاحتلال مقطعًا مصورًا قال إنه يوثق هبوط إحدى مقاتلاته في قاعدة "نفاتیم" الجوية، نافيًا تدمير القاعدة جراء القصف الإيراني. [15]
تكلفة اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية باهظة
ومع ذلك، تقر إسرائيل بتكلفة باهظة تكبدتها جراء الهجوم الإيراني تتراوح بين 4 - 5 مليارات شيكل "1.08 - 1.35 مليار دولار"، تشمل فقط قيمة الذخائر التي استخدمتها في التصدي للمسيرات والصواريخ، دون إدراج الخسائر الميدانية، والتي تقول تل أبيب إنّها "طفيفة". [16]
قيمة ذخائر التصدي:
وتبلغ قيمة كل صاروخ من نظام "آرو" الذي يستهدف الصواريخ الباليستية نحو 3.5 ملايين دولار، بينما تدفع إسرائيل نحو مليون دولار لكل صاروخ في نظام "مقلاع داود"، الخاص باعتراض صواريخ كروز، إضافة إلى تكاليف تشغيل الطائرات المكلفة باستهداف المسيرات"، في حين أنفقت إيران نحو 10% فقط مما تكبدته إسرائيل.[16*]