مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تتضمن (زائف- مفبرك- بوست غير صحيح- خبر غير صحيح- تصريح غير دقيق- تصريح كاذب- صورة مزيفة- مضلل- فيديو مضلل- بوست مضلل- خبر مضلل- عنوان مضلل)
الكاتب
SaheehNewsIraq
تداولت وكالات محلية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، رسالة نسبت إلى المطرب العراقي المعروف قحطان العطار، يعتذر فيها عن الظهور عبر قناة الشرقية، ونصها أنّ "أخلاقه لا تسمح أن يمد يده لأعداء الوطن والشعب ومصافحتهم وتقبل دعواتهم..".
الحقائق
الخبر غير صحيح، وسبق أن تم تداوله قبل أكثر من 4 سنوات بنفس النص، دون التحقق من دقته، إذ نشره أحد أصدقاء الفنان حينها، وقال إنها "رسالة العطار إلى قناة الشرقية"، كما أنّ الفنان لم يصدر أي تعليق جديد، وهو لا يمتلك أي حساب أو صفحة رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويظهر البحث عن أصل الرسالة، أنّها نشرت سابقًا على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع بين شباط/فبراير وتموز/يوليو 2020، أي قبل نحو 4 سنوات، وبذات النص.[1]
وجاء تداول المنشور المنسوب للفنان قحطان العطار حينها، بعد دعوة له عبر الهواء وجهها الإعلامي علي الخالدي، مقدم برنامج "كلام الناس" الذي عرض على قناة الشرقية في شباط/فبراير 2020، وذلك خلال استضافة الفنان محمد عبد الجبار، الذي كان يتحدث عن لقائه بالعطار عام 2013.
ورد عبد الجبار على سؤال الخالدي (دقيقة 32)، حول سبب غياب الفنان عن الظهور الإعلامي واعتزال الغناء، مبينًا أنّه زار العطار في منزله بالدنمارك، وطلب منه التنازل عن بعض "الرنات" في أغانيه والسماح له بغنائها، وكان رد العطار بـ "التنازل عن كافة الحقوق للفنان محمد عبد الجبار".
عبد الجبار نقل أيضًا عن العطار قوله: "إنه تلقى العديد من الدعوات من قبل مسؤولين تطالبه بالعودة للغناء، لكنه رفض بسبب الوضع الذي يعيشه الشعب العراقي".
وفي سياق الحديث، قدم مقدم البرنامج علي الخالدي، دعوة للفنان قحطان العطار، للظهور في البرنامج وأشار إلى استعداد القناة لإجراء هذا اللقاء في أي دولة حول العالم.[2]
ولم يظهر العطار في أي فيديو للرد على تلك الدعوة، باستثناء المنشور الذي تم تداوله بعد يوم واحد من نشر اللقاء، في شباط/فبراير 2020.
وبالبحث عن أصل الرسالة يتبين أنّ أول من نشرها هو أحد أصدقاء العطار، وعلق عليها بنص: "لا استبعد ولا استغرب ان يصدر مثل هذا الكلام من الأخ والصديق قحطان العطار…"[3]، أي أن الناشر ليس متأكدًا من حقيقتها على وجه الدقة.
واستغلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، غياب العطار عن الظهور على وسائل الإعلام، وعدم امتلاكه صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بإعادة تداول نفس الرسالة خلال السنوات الـ 4 الأخيرة وحتى يوم أمس.
وكان آخر لقاء للمطرب قحطان العطار، عام 2016، مع شبكة الإعلام العراقي، وقال حينها عن سبب رفضه إجراء لقاءات صحفية: "أرى أن اللقاء مع الفنان أو الأديب يجب أن يحمل جديدًا أو يتناول مشروعًا فنيًا، وبما أني متوقف عن الغناء فأنا لا أرى معنى أو جدوى لأي لقاء، وسيكون مجرد حديث إنشائي جديد لموضوع قديم مكرر سبق وأن تحدثنا عنه عشرات المرات".
وتعليقًا على ظهور صفحات باسمه على مواقع التواصل الاجتماعي، علق العطار: "أقدّر محبة القائمين على هذه الصفحات لي.. لكني أتألم عندما يتحدثون باسمي.. أو ينشرون صورًا قديمة ويدعون بأني على تواصل معهم.. حتى لو اعتبروا ذلك خدمة لي.. لأن المصداقية هي أهم شروط التواصل.. للفنان ولكل إنسان.. فلماذا ينتحلون صفتي؟ أليس في هذا إساءة لأنفسهم؟ على كل إنسان أن يجهر باسمه ويحترم ذاته ويعتز بشخصيته وأن لا يمحوها ويذيبها في شخصية أخرى.. لذلك طلبت من جميع المحبين أن يلتقوا بصفحة واحدة، لكي يتسنى لي متابعتها.. وهي صفحة (قحطان العطار.. صوت الحب). وأنا على تواصل مع أعضائها.. وتحدثت هاتفيًا مع عشرات منهم".[4]
ومن خلال مراجعة مجموعة "قحطان العطار.. صوت الحب"، التي تحدث عنها المطرب، وأكّد تواصله مع القائمين عليها، لم يتم العثور على المنشور المتداول بشأن رسالته لقناة الشرقية، في المجموعة.[5]
وفي 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، احتفل محبو العطار، في شارع أبو نؤاس بمناسبة ميلاده، على وقع أشهر أغانيه التي عرف بها في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي.[6]
وقحطان العطار من مواليد 14 أيلول/سبتمبر عام 1950 في قضاء علي الغربي التابع لمحافظة ميسان. نشأ يتيمًا بعد أن توفيت والدته وهو لم يتجاوز السنتين، ثم توفي أبوه وهو في الـ 12 من عمره، بعدها انتقلت عائلته إلى بغداد في منطقة "كمب الكيلاني"، حيث كان يعمل أخوه الأكبر، وأكمل دراسته المتوسطة في ثانوية المعهد العلمي في منطقة البتاويين، وكان يعمل هناك في "فرن صمون"، قبل أن يشتهر بصوته وأغانيه التي ما تزال مسموعة، لكنه اضطر بعدها إلى مغادرة العراق متنقلاً بين عدة بلدان وآثر الصمت وترك الغناء منذ أكثر من ثلاثة عقود، ثم استقر به الحال في الدنمارك.[7]