مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
نشرت مجلة الريماس على صفحاتها في فيسبوك وانستغرام مقطع فيديو قالت عنه إن الصين تبتكر قبوراً زجاجية لرؤية الموتى!. الحقيقة: الفيديو مضلل، إذ سبق وأن تم تداوله خلال السنوات الماضية تحت نفس الادعاء، لكنها عبارة عن حفر تضم بقايا بشرية في موقع يين شو الأثري الصيني، ويضم الموقع منازل ومقابر وأدوات من عصر سلالة شانغ القديمة، كما يضم هذه الحفر التي تجمع بقايا بشرية من تلك الحقبة. من خلال البحث، يتضح أن الفيديو المتداول هو لموقع العاصمة الأخيرة لسلالة شانغ الصينية القديمة التي حكمت قبل 3300 عام، ويندرج على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، حيث كتبت المنظمة الدولية عبر موقعها الرسمي عن الموقع ما نصه: تعد القصور وأضرحة الأجداد والمقابر الملكية في يين شو، أمثلة بارزة على الهندسة المعمارية الصينية المبكرة. لديهم أهمية كبيرة في إنشاء النماذج الأولية المبكرة لعمارة القصر الصيني ومجمعات المقابر الملكية. ويقع المكان بحسب اليونسكو على مسافة قريبة من أنيانغ على بعد 500 كيلومتر جنوب بيجينغ، وهو أحدث مدينة شانغ القديمة 13001046 م. م. شهادة على ذلك، وهي حقبة من العصر الذي كانت تفخر به الصين 1. وفي منصة يوتيوب، نشرت قناة الأفلام الوثائقية الصينية، فلماً عن الموقع الأثري، قالت فيه، إنه يضمّ عظامًا حيوانيّة منقوشة، وبعضها الآخر، الموجودة في منطقة المقابر الملكيّة في المتحف ذاته، تحتوي على بقايا بشريّة ضُحّي بها باعتبارها مجموعة لأسلاف الحاكم شانغ، بالإضافة إلى أوانٍ برونزيّة مزخرفة، ومنحوتات صنعت من العظام والخزف والحجارة 2. كما نشر قسم تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس تقريراً عن الادعاء المتداول، وأكدت الوكالة في تقريرها، أن الصور والفيديوهات المتداولة ليست لمقابر في الصين مصنوعة من الزجاج لرؤية الميت من خلالها بل لحفر تضم رفات أشخاص في موقع أثري صينيّ. وقالت الوكالة إن الموقع يضم منازل ومقابر وحرفيات من ذاك العصر. كما يضمّ هذه الحفر التي تجمع بقايا بشريّة يعتقد أنها أضاح في تلك الحقبة 3. هذا وسبق لعدد من الوكالات والقنوات أن نفت صحة الأدعاء المتداول، إلا أن العديد من الصفحات تعيد نشر الادعاء بين فترة وأخرى 4.